للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قام بسطام بن قيس، فقال:

"قد علمت العرب أنا بناة بيتها الذي لا يزول، ومغرس عزها الذي لا يحول.

قالوا: ولم يا أخا شيبان؟ قال: لأنا أدركهم للثار، وأضربهم للملك الجبار، وأقولهم للحق، وألدهم للخصم.

ثم قام حاجب بن زرارة التميمي، فقال: قد علمت العرب أنا فرع دعامتها وقادة زحفها. قالوا: ولم ذاك يا أخا بني تميم؟ قال: لأنا أكثر الناس عديدا، وأنجبهم طرا وليدا، وأعطاهم للجزيل، وأحملهم للثقيل".

ثم قام قيس بن عاصم، وقال:

"لقد علم هؤلاء أنا أرفعهم في المكرمات دعائم، وأثبتهم في النائبات مقادم١. قالوا: ولم ذاك يا أخا بني سعد؟ قال: لأنا أدركهم للثار، وأمنعهم للجار، وأنا لا ننكل إذا حملنا، ولا نرام إذا حللنا".

يروى أن الأوس والخزرج تفاخرتا؛ فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة، حنظلة بن الراهب، ولنا عاصم بن الأفلح الذي حمت لحمه الدبر، ومنا ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت، ومنا الذي اهتز لموته العرش سعد بن معاذ. فقالت الخزرج: منا أربعة قرءوا القرآن على عهد رسول الله, لم يقرأه غيرهم: زيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبي بن جبل، وأبي بن كعب، ومنا الذي أيده الله بروح القدس في شعره, حسان بن ثابت٢.

ومن أمثلة المنافرات، وأشهرها: منافرة٣ عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامريين, وقد تنازعا الرياسة، ومنافرة هاشم بن عبد مناف وأمية بن عبد شمس.


١ مقادم: جمع مقدام ومقدامة وهو الشجاع.
٢ ١٨٧ بلوغ الأرب.
٣ راجعها في ١٨٨/ ١ بلوغ الأرب.

<<  <   >  >>