للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في العرب كهان، لهم فيهم اعتقاد ... ومن أشهرهم: سطيح، وشق, وطريفة الخير، وفاطمة الخثعمية١.

وكان العرب يفزعون إلى كهانهم في كل ما يطرأ عليهم من أمر، أو يستعصي عليهم من مشكلات وأزمات وشدائد، ويستطبونهم في الأدواء.

وكانت الكهانة منتشرة في الجاهلية قبيل البعثة, وتدور غالبا حول التبشير بنبي يبعث، وتفسير الرؤى، ومعرفة ما أشكل من الأمور أو خفي من الحوادث.

والكهانة الصادقة على أي حال نوع من الفراسة والإلهام وصدق الحس وصفاء الروح, وكثيرا ما نرى ذلك حتى اليوم.

ويقول الجاحظ: "كان كهان العرب يتحاكم إليهم أكثر الجاهلية، وكانوا يدعون الكهانة, وإن مع كل واحد منهم رئيا من الجن"٢.

وكان كلام هؤلاء الكهان في تنبؤاتهم يدور حول ما يستفتون فيه من مسائل ومشكلات.

وكان هذا الكلام كله مسجوعا, وكان الكهان يعتمدون فيه على الإغراب للتعمية في الجواب.

ومهما يكن من شيء, فإن حرفة الكهانة في ذلك العصر قد أثمرت ضربا طريفا من الخطابة, كان يتكئ على السجع والتوقيع؛ كما كانت تكثر فيه الأقسام، والألفاظ الغريبة، ويتسم بقصر الجمل غالبا.

وقد روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن سجع الكهان؛ وذلك لمكانه من التكلف والإغراب والغموض، وبعده عن الصدق, وادعائه المشاركة في علم الغيب.

ومن الكواهن والكاهنات: زبراء، وشق أنمار، وسطيح الذهبي.

وفي كتب الأدب صور كثيرة للكهانة تدل على حذق الكهان وبراعتهم


١ كانت فاطمة بمكة, ولها قصة مع عبد الله والد الرسول -صلوات الله عليه- قبل زواجه بآمنة.
٢ ١٩٥جـ١ البيان والتبيين.

<<  <   >  >>