للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- وقالت قتيلة بنت النضر بن الحارث١ ترثي أخاها:

يا راكبا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة، وأنت موفق٢

أبلغ بها ميتا بأن تحية ... ما إن تزال بها النجائب تخفق٣

مني إليك، وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها، وأخرى تخنق٤

هل يسمعني النضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميت لا ينطق٥

أمحمد يا خير ضنء كريمة ... في قومها، والفحل فحل معرق٦


= مدة حتى سرقوهما, وقصته أن جماعة من قريش كانوا في ليلة من الليالي يشربون الخمر وفيهم أبو لهب وهو معنى قول الشاعر: وبئس الشيخ شيخهم، وكان معهم القيان ولما فنيت أسباب طربهم عمدوا إلى باب الكعبة وسرقوا الغزالين وباعوهما من تجار قدموا مكة بالخمر وغيرها, واشتروا بثمنهما جميع ما في العير من الخمر والمزة, واشتغلوا بالطرب واللهو شهرا ولم يدر من سرق, حتى مر العباس بن عبد المطلب في ليلة من الليالي بباب الدار التي تلك الجماعة فيها, فسمع القيان يغنين بقصة سرقة الغزالين من باب الكعبة وبيعهما من أهل القافلة, وأخبر بها العباس قريشا فأخذوهم وضربوهم وقطعوا أيدي بعضهم, ثم إن عبد المطلب أقام سقاية زمزم للحجاج.
١ قتيلة بنت النضر -وقيل أخته- نشأت في قومها بني عبد الدار بن قصي من قريش. وكان أخوها أو أبوها النضر مع قريش على الرسول في غزوة بدر, فأمر الرسول -عليه السلام- بقتله, وترى أن شعرها على قوته أكرم شعر موتور وأعفه وأكفه وأحلمه.
٢ الأثيل: موضع فيه قبر النضر في وادي الصفراء بقرب المدينة, تقول: إن الأثيل يظن أن تبلغه في صبح الليلة الخامسة, إذا وقفت ولم يعقك عائق.
٣ النجائب: جمع نجيبة, وهي جياد الإبل. وخفقان النجائب: شدة اهتزازها، وإن زائدة.
٤ مني متعلق بأبلغ. والمسفوحة: المصبوبة، أي: بلغه مني رسالة، واذكر له عبرة على فقده سالت، وعبرة أخرى جمدت، وأخذ حزنها بالحلق فخنقه.
٥ أم هنا للإضراب أي: بل كيف يسمع ... إلخ.
٦ الضنء: الأصل، والولد. والكريمة: النجيبة. والمعرق: من له أصول واضحة في الكرم، والمعنى أن أمك شريفة وأباك عريق في المجد.

<<  <   >  >>