للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق١

أو كنت قابل فدية فلينفقن ... بأعز ما يغلو به ما ينفق٢

فالنضر أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كان عتق يعتق٣

ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله أرحام هناك تشقق! ٤

صبرا يقاد إلى المنية متعبا ... رسف المقيد، وهو عان موثق٥

٦- وقال أمية بن أبي الصلت٦ يعتب على ابن له:

غذوتك مولودا وعلتك يافعا ... تعل بما أدني إليك وتنهل٧

إذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت ... لشكواك إلا ساهرا أتملل٨


١ المعنى: إذا كنت كذلك, فما كان ضرك لو مننت على أخي وأطلقته؛ فقد يعفو الكريم وهو منطوٍ على الغيظ والحنق.
٢ أي: وما ضرك لو قبلت فدية، فإنك إن فعلت أنفقنا لفديته أعز وأغلى ما نملك.
٣ كان تامة, أي: وأحقهم بأن يعتق إن حصل منك عتق وفكاك.
٤ تنوشه: تتناوله، ولله أرحام تعجب، أي: لم يقتله أحد غير بني أبيه, فعجبا من أرحام يقطعها أصحابها.
٥ صبرا أي: حبسا حتى يقتل، والمعنى: أنه يقاد للموت بعد الحبس, وهو متعب يرسف رسف المقيد، أي: وهو أسير موثق.
٦ هو عبد الله بن أبي ربيعة الثقفي, نشأ بالطائف جاهليا يلتمس المعارف الدينية, متعبدا راجيا أن يكون نبي العرب, حتى إذا كانت بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسها عليه، وناضله مع أعدائه حتى مات بالطائف سنة ٩هـ. ويمتاز شعره بالسهولة، والدخيل من الألفاظ، وتناول الأساطير والأمور الدينية، مع المدح والحكمة، وكان أكثر مدحه في عبد الله بن جدعان القرشي.
٧ غذاه: قام بمئونته، وعاله: كفله وقام به، واليافع: من قارب العشرين، ونعل: من العلل، وهو الشرب الثاني. والهل: الشر الأول، يريد أنه يسبغ عليه من نعمه مرة بعد مرة.
٨ أتملل: أتقلب على الملة, وهي الجمرة.

<<  <   >  >>