٣- ومن القبائل الحجازية الشاعرة قبيلة هذيل، وكانت أولى القبائل التي يقتدى بها في البلاغة والبيان، وهذيل تمتّ إلى قريش بالنسب والمصاهرة والجوار، وكانت تحاكي قريشا في انتقاء الأفصح من الألفاظ, مما يسهل على اللسان في النطق، ويحسن عند المتذوق والسامع المتفهم.
والهذليون من مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وكانوا يحاورون القرشيين، فقد كانت قريش تسكن مكة، وكانت هذيل تسكن حولها أو قريبا منها، ومن ثم كان الهذليون والقرشيون قسماء في الفصاحة.
وقد نبغت هذيل من الشعر خاصة، حتى كان الرجل منهم ربما أنجب عشرة من البنين كلهم شعراء، يقول أبو الفرج الأصبهاني:"كان بنو مرة عشرة: أبو خراش، وأبو جندب، وعروة، والأنج، والأسود، وأبو الأسود، وعمرة، وجنادة، وسفيان، وزهير، وكانوا جميعا شعراء دهاة". ويروى عن الأصمعي أنه قال: إذا فاتك الهذلي أن يكون شاعرا أو راميا, فلا خير فيه.
وحسبك ما جمعه كتاب "ديوان الهذليين" الذي نشرته دار الكتب المصرية بالقاهرة من أعلام الشعراء الهذليين١, وقد طبع في أوروبا مجموعات ثلاث في شعراء هذيل, وهي:
١- ما بقي من أشعار الهذليين، ويعرف بالبغية, ويحتوي على سبعة وعشرين شاعرا.
٣- شرح ديوان الهذليين، لأبي سعيد السكري، ويحتوي على تسعة وعشرين شاعرا.
٣- مجموعة أشعار الهذليين، المطبوع في ليبزج، ويشمل ستة شعراء.
ويروى أن الرواة لم يكونوا يأخذون عن لخم وجذام وقضاعة وغسان وإياد وتغلب والنمر، وإنما كانوا يأخذون العربية عن قيس وأسد وتميم وهذيل وبعض كنانة، وكانوا يأخذون عن قيس وأسد وتميم الإعراب والتصريف والغريب، من حيث كانوا يأخذون عن قريش وهذيل الفصاحة والبلاغة.
١ وهو عن مجموعة خطية للشنقيطي "رقم ٦ أدب، ش بدار الكتب".