للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- إجماع الرواة.

ب- وجود الشعر في ديوان القبيلة أو الشاعر.

وإذا ما اطمأنوا إلى صحة الشعر الذي يوردون, وصفوه بعبارات تثبت صحته وقدمه، كما فعل أبو عبيدة حين أورد شعرا جاهليا، ووصفه بقوله: إنه "الشعر الثابت الذي لا يرد" وكما فعل الواقدي حين أورد شعرا لحسان، وعلق عليه بقوله: "ثبت قديمه" وغير ذلك من العبارات التي تدل على القطع واليقين.

٢- الشعر المنحول:

وأكثر هذا الضرب هو ما وضعه القصاص ليزينوا به قصصهم، ويتلمسوا به الثقة في نفوس السامعين أو القارئين، وما وضعه بعض الرواة ليثبتوا به نسبا أو يدلوا به على أن لبعض العرب قدمة سابقة.

وقد أرسل الواضعون لأنفسهم العنان، فنسبوا شعرا لأناس لم يقولوا شعرا قط، بل وأوغلوا في ضلالهم فوضعوا شعرا على لسان بعض العرب البائدة كعاد وثمود، بل وعلى لسان آدم أبي البشر -عليه السلام- وغيره من الأنبياء.

وقد هاجم ابن سلام محمد بن إسحاق، عالم السيرة المعروف، الذي ضمن سيرته أشعارا كثيرة موضوعة، فقال في معرض نقده له: أفلا يرجع إلى نفسه فيقول: من حمل هذا الشعر؟ ومن أداه منذ آلاف السنين؟ والله تبارك وتعالى يقول: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا} ، أي: لا بقية لهم, وقال أيضا: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى, وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} . والشعر إما أن يكون موضوعا على وجه اليقين القاطع، أو على الترجيح الغالب؛ ومن السهل اكتشاف أمره وافتضاح سره, فهو لا يكاد يخفى على الباحث.

٣- الشعر المختلَف عليه:

وأما الشعر المختلف عليه، فيظهر للقارئ المتعجل عظيما كبير القدر، ولكنه في الواقع ليس بالكثرة التي يبدو بها، فقد يروي الثقة ديوان شاعر عن روايتين أو ثلاث من الطبقة الأولى، فيورد كثيرا من قصائد الديوان والإجماع منعقد على صحتها، ثم يشير في قصائد قليلة إلى أن

<<  <   >  >>