للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمدح هشاما, يعني ابن المغيرة وبني أمية؛ فقلت: سمهم لي, فسماهم، وقال: اجعلها في عكاظ واجعلها لأبيك، فقلت:

ألا الله قوم و ... لدت أخت بني سهم

هشام وأبو عبد ... مناف مدره الخصم

وذو الرمحين أشباك ... على القوة والحزم

فهذان يذودان ... وذا من كثب يرمي

أسود تزدهي الأقرا ... ن مناعون للهضم

وهم يوم عكاظ مـ ... ـنعوا الناس من الهزم

وهم من ولدوا أشبوا ... بسر الحسب الضخم

فإن أحلف وبيت اللـ ... ـه لا أحلف على إثم

لما من إخوة تبني ... قصور الشأم والردم

بأزكى من بني ريطة ... أو أوزن في الحلم

قال: ثم جئت، فقلت: هذه قالها أبي. فقال: لا، ولكن قل: قالها ابن الزبعرى، قال: فهي إلى الآن منسوبة في كتب الناس إلى ابن الزبعرى١. ويعلق الدكتور طه حسين على ذلك بقوله: "فانظر إلى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كيف أراد صاحبه على أن يكذب وينتحل الشعر على حسان؛ ثم لا يكفيه هذا الانتحال حتى يذيع صاحبه أنه سمع حسانا ينشد هذا الشعر بين يدي النبي، كل ذلك بأربعة آلاف درهم. ولكن صاحبنا كره أن يكذب على النبي بهذا المقدار، واستباح أن يكذب على عائشة. وعبد الرحمن لا يرضيه إلا الكذب على النبي؛ فاختصما. وكلاهما شديد الحاجة إلى صاحبه، هذا يريد شعرا لشاعر معروف، والآخر يريد المال؛ فيتفقان آخر الأمر على أن ينحل الشعر عبد الله بن الزبعرى شاعر قريش"٢.


١ الأغاني ١/ ٦٣، دار الكتب. وأشباك حسبك، كما في الأمالي, وفي مخطوط الأغاني: أشبال.
٢ في الشعر الجاهلي ٧٥, ٧٦.

<<  <   >  >>