للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى هذه الرواية فهذه القصيدة منحولة قطعا، وذكر محمد بن طلحة: أن قائل هذه القصيدة هو عمر بن أبي ربيعة١. ومن العجيب أن ابن سلام على تشدده ودقته في ميزان التحقيق العلمي لم يشر إلى هذه القصيدة -وقد أوردها في كتابه- بما يفيد أنها منحولة أو موضوعة أو مشكوك في صحة نسبتها إلى ابن الزبعرى٢.

وذكر ابن سلام أبا طالب "فقال: إنه كان شاعرا جيد الكلام، وأبرع ما قال قصيدته التي مدح فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي:

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ... ربيع اليتامى عصمة للأرامل

ثم قال: "وقد زيد فيها وطولت. رأيت في كتاب كتبه يوسف بن سعد صاحبنا منذ أكثر من مائة سنة، وقد علمت أن قد زاد الناس فيها، فلا أدري أين منتهاها, وسألني الأصمعي عنها فقلت: صحيحة جيدة. قال: أتدري أين منتهاها؟ قلت: لا أدري ... "٣. وقد ذكر ابن هشام ما صح له من هذه القصيدة وهو أربعة وتسعون بيتا. وقال ابن كثير عنها: إنها قصيدة بليغة جدا, لا يستطيع أن يقولها إلا من نسبت إليه؛ وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى. وقد شرح الشيخ حمزة فتح الله منها أربعة وأربعين بيتا في كتابه٤.

وذكر ابن سلام بيتين قال: إن الناس يروونهما لأبي سفيان بن الحارث، ثم قال٥: "وأخبرني أهل العلم من أهل المدينة: أن قدامة بن موسى بن عمر بن قدامة بن مظعون الجمحي قالهما ونحلهما أبا سفيان؛ وقريش ترويهما في أشعارها".

ومما يؤكد صحة النص الأدبي؛ ما يظاهره من أخبار وأحاديث تثبت روايته الصحيحة. ومثال ذلك ما رواه أبو وداعة؛ حيث قال: "رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر -رضي الله عنه- عند باب بني شيبة، فمر رجل وهو يقول:


١ الأغاني ١/ ٦٤.
٢ طبقات فحول الشعراء ٢٠٠, ٢٠١.
٣ طبقات فحول الشعراء ٢٠٤.
٤ المواهب الفتحية، ج١، ص١٤٨-١٦٤.
٥ طبقات فحول الشعراء ٢٠٨, ٢٠٩.

<<  <   >  >>