للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ثالث: فلان اليهودي أفضل أهلها, وقال رابع: مالك بن العجلان. فدفع الغطفاني الفرس إليه، فقال كعب: ألم أقل لكم: إن حليفي مالكا أفضلكم؟ فغضب لذلك رجل من الأوس، فقام له سمير وشتمه وافترقا. ثم حدث بعد ذلك أن كعبا قصد سوقا لهم بقباء، فقصده سمير وانتظر حتى خلت السوق فقتل كعبا وأخبر مالك بن العجلان بقتله، فأرسل إلى آل سمير يطلب قاتله، فقالوا: لا ندري من قتله ... وترددت الرسل بينهم، وهو يطلب سميرا وهم ينكرون قتله، ثم عرضوا عليه الدية فقبلها، وكانت دية الحليف فيهم نصف دية النسيب. فأبى مالك إلا أخذ دية كاملة، ولج الأمر بينهم حتى إلى المحاربة, فاجتمعوا، والتقوا، واقتتلوا قتالا شديدا، وافترقوا، ثم التقوا مرة أخرى واقتتلوا، حتى حجز الليل بينهم، وكان الظفر يومئذ للأوس، ثم أرسلت الأوس تطلب أن يحكم بينهم المنذر بن حرام الخزرجي جد حسان بن ثابت الشاعر، وأجابهم إلى ذاك، وحكم المنذر بأن يعطوا كعبا حليف مالك دية الصريح، ثم يعودوا إلى سنتهم القديمة، وفرحوا بذلك وحملوا الدية، وافترقوا وقد تمكنت البغضاء والعداوة في نفوسهم.

٣- يوم السرارة:

وسببه: أن رجلا من بني عمرو من الأوس، قتله رجل من بني الحارث من الخزرج، فعدا أهل القتيل على القاتل وقتلوه غيلة، وعرف ذلك أهله، فكانت حرب بين الفريقين شديدة، حمل راية الخزرج فيها عبد الله بن سلول، وراية الأوس حضير بن سماك، وصبر القوم بعضهم لبعض أربعة أيام ثم انصرفت الأوس إلى دورها، ففخرت الخزرج بذلك.

٤- يوم حاطب:

توالت الحروب بعد يوم السرارة، حتى إذا مرت مائة سنة من يوم سمير، إذ بحرب تعرف بيوم حاطب وقعت بين الفريقين.

وسببها: أن حاطبا الأوسي -وكان شريفا سيدا في قومه- أتاه ضيف من بني ثعلبة، ثم غدا يوما إلى سوق بني قينقاع, فرآه يزيد الخزرجي، فقال

<<  <   >  >>