للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لرجل من اليهود: لك ردائي إن كسعت هذا الثعلبي؛ فأخذ الرداء وكسعه، فنادى الثعلبي: يا لحاطب, كسع ضيفك وفضح، وعرف حاطب الأمر، فجاء وضرب اليهودي بالسيف فقتله، وعلم يزيد الخزرجي فأسرع خلف حاطب فلم يدركه، فقتل رجلا من أهله, فقامت الحرب بين الأوس والخزرج، وسعى بينهما جماعة من فزارة بالصلح، فلم تفلح مساعيها، واستمرت الحرب بينهما سجالا: يوما للأوس، ويوما للخزرج, حتى انتهت بظفر الخزرج.

وتجددت الحرب بعد ذلك، وكان الفريقان يتصالحان على الديات، وطال أمر الحرب حتى سئمت الأوس، فصارت إلى قريش بمكة تطلب محالفتها، فأجابت قريش طلب الحلف، ثم تحللت منه، فطلبت الأوس إلى بني قريظة وبني النضير الحلف على الخزرج، فأجابوهم إلى ذلك، ثم عادوا فنقضوا.

٤- أيام قريش:

ولقريش أيام، من أهمها حروب "الفجار"، ولا سيما الفجار الرابع. وهذه هي:

الفجار الأول: جلس بدر بن معشر الغفاري في مجلس له بعكاظ -وكان بدر رجلا حدثا منيعا مستطيلا بمنعته على من ورد عكاظ- فجعل يقول، ورجل على رأسه قائم:

نحن بنو مدركة بن خندف ... من يطعنوا في عينه لا يطرف

ومن يكونوا قومه يغطرف ... كأنهم لجة بحر مسدف

وهو باسط رجله, يقول: "أنا أعز العرب، فمن زعم أنه أعز مني, فليضرب هذه بالسيف فهو أعز مني". فوثب رجل من بني نصر بن معاوية، فضربه على ركبته فأندرها، ثم قال له: "خذها إليك أيها المخندف"، وأنشد وهو ماسك سيفه:

<<  <   >  >>