للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دعوت بني عوف لحقن دمائهم ... فلما أبوا سامحت في حرب حاطب

وكنت امرأ لا أبعث الحرب ظالما ... فلما أبوا أشعلتها من كل جانب

ويمضي في وصف معركة بعاث، وكيف هرب أعداؤهم رجالا ونساء, وكيف ردوا بني عوف على أعقابهم إلى ذرا الآطام، وظهور المشارب، وكيف رجع المنتصرون إلى أبنائهم ونسائهم تاركين القتلى والجرحى, ومن يعاني ذل الإسار من خصومهم المنهزمين:

ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا ... إلى نسب في جذم غسان ثاقب

يعرين بيضا حين نلقى عدونا ... ويغمدن حمرا ناحلات المضارب

أطاعت بنو عوف أميرا نهاهم ... عن السلم حتى كان أول واجب

أويت لعوف إذ تقول نساؤهم ... ويرمين دفعا ليتنا لم نحارب

صبحناهم شهباء يبرق بيضها ... تبين خلاخيل النساء الهوارب

أصابت سراة ملأ غر سيوفنا ... وغودر أولاد الإماء الحواطب

فلولا ذرا الآطام قد تعلمونه ... وترك الفضا شوركتم في الكواعب

فلم تمنعوا منا مكانا نريده ... لكم محرزا إلى ظهور المشارب

فهلا لدى الحرب العوان صبرتم ... لوقعتنا واليأس صعب المراكب

ظأرناكم بالبيض حتى لأنتم ... أذل من السقبان بين الحلائب

فليت سويدا راء من جر منكم ... ومن فر إذ يحدونهم كالجلائب

فأبنا إلى أبنائنا ونسائنا ... وما من تركنا في بعاث بآئب١

وقد أجابه عبد الله بن رواحة بقوله:

إذا عيرت أحساب قوم وجدتنا ... ذوي نائل فيها كرام المضارب

نحامي على أحسابنا بتلادنا ... لمفتقر أو سائل الحق راغب

بخرس ترى الماذي فوق جلودهم ... وبيضا نقاء مثل لون الكواكب


١ واجب: ميت. المشارب: الغرف. ظأرناكم: عطفناكم على ما نريد. السقبان جمع: سقب, وهو الذكر من أولاد الإبل.

<<  <   >  >>