للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قيس لجأ نفر منهم إلى خباء سبيعة بنت عبد شمس حتى أخرجوها منه فخرجت فنادت: من تعلق بطنب من أطناب بيتي فهو آمن في ذمتي ... فداروا بخبائها حتى صاروا حلقة, فأمضى ذلك كله حرب بن أمية لعمته، فكان يضرب في الجاهلية بمدار قيس المثل، ويعيرون بمدارهم يومئذ بخباء سبيعة بنت عبد شمس. وفي هذا اليوم يرتفع صوت الشاعر القرشي ضرار بن الخطاب الفهري فيقول:

ألم تسأل الناس عن شأننا ... ولم يثبت الأمر كالخابر

غداة عكاظ إذا استكمل ... هوازن في لفها الحاضر

وجاءت سليم تهز القنا ... على كل سلهبة ضامر

وجئنا إليهم على المضمرات ... بأرعن ذي لجب زاخر

فلما التقينا أذقناهم ... طعانا بسمر القنا العاثر

ففرت سليم ولم يصبروا ... وطارت شعاعا بنو عامر

وفرت ثقيف إلى لاتها ... بمنقلب الخائب الخاسر

وقاتلت العنس شطر النها ... ر ثم تولت مع الصادر

على أن دهمانها حافظت ... أخيرا لدى دارة الدائر

وفي هذا اليوم يعترف شاعر هوازن خداش بن زهير بالهزيمة, ويشير بصولة قريش التي كان حدها يفلق الصخر فيقول:

أتتنا قريش حافلين بجمعهم ... عليهم من الرحمن واق وناصر

فلما دنونا للقباب وأهلها ... أتيح لنا ريب مع الليل فاجر

أتيحت لنا بكر وحول لوائها ... كتائب يخشاها العزيز المكاثر

جثت دونهم بكر فلم تستطعهم ... كأنهم بالمشرفية سامر

وما برحت خيل تثور وتدعي ... ويلحق منهم أولون وآخر

لدن غدوة حتى أتى وانجلى لنا ... عماية يوم شره متظاهر

وما زال الدأب حتى تخاذلت ... هوازن وارفضت سليم وعامر

وكانت قريش يفلق الصخر حدها ... إذا أوهن الناس الجدود العواثر١


١ الأغاني ١٩/ ٧٩, ٨٠ ساسي.

<<  <   >  >>