للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي أعقاب يوم الحريرة الذي كان لقيس على كنانة وقريش, بكت الشاعرة الحجازية أميمة بنت أمية بن عبد شمس عشيرتها, ومن قتل من قومها بشعر نسب إليها, تقول فيه:

أبى ليلك لا يذهب ... ونيط الطرف بالكوكب

ونجم دونه الأهوال ... بين الدلو والعقرب

وهذا الصبح لا يأتي ... ولا يدنو ولا يقرب

بعقر عشيرة منا ... كرام الخيم والمنصب

أحال عليهم دهر ... حديد الناب والمخلب

فحل بهم وقد أمنوا ... ولم يقصر ولم يشطب

وما عنه إذا ما حل ... من منجى ولا مهرب

ألا يا عين فابكيهم ... بدمع منك مستغرب

فإن أبك فهم عزي ... وهم ركني وهم منكب

وهم أصلي وهم فزعي ... وهم نسبي إذا أنسب

وهم مجدي وهم شرفي ... وهم حصني إذا أرهب

وهم رمحي وهم ترسي ... وهم سيفي إذا أغضب

فكم من قائل منهم ... إذا ما قال لم يكذب

وكم من ناطق فيهم ... خطيب مصقع معرب

وكم من فارس فيهم ... كمي معلم محرب

وكم من مدره فيهم ... أريب حوله مغلب

وكم من جحفل فيهم ... عظيم النار والموكب

وكم من خضرم فيهم ... نجيب ماجد منجب١


١ الأغاني ١٩/ ٨٢ ساسي.

<<  <   >  >>