للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعتبر رمزا للوحدة العربية، وشعارا لحرية العرب، وما غزو أبرهة له إلا محاولة للقضاء على هذه الحرية وتلك الوحدة. ولا غرو إذا ما هتف شعراء الحجاز بالقصيد, يصبون جام غضبهم على المعتدي الأثيم، ويهزجون بأهازيج النصر.

وفي هذه الحادثة يقول أبو قيس بن الأسلت من شعراء يثرب:

ومن صنعه يوم فيل الحبو ... ش إذ كلما بعثوه رزم

محاجنهم تحت أقرابه ... وقد كلموا أنفه فانخرم

وقد جعلوا سوطه معولا ... إذا يمموه قفاه كلم

فولى وأدبر أدراجه ... وقد باء بالظلم من كان لمم

فأرسل من فوقهم حاصبا ... يلفهم مثل لف القزم١

تحض على الصبر أحبارهم٢ ... وقد ثأجوا كثؤاج الغنم٣

ويقول أيضا:

قوموا فصلوا ربكم وتعوذوا ... بأركان هذا البيت بين الأخاشب

فعندكمو منه بلاء مصدق ... غداة أبي يكسوم هادي الكثائب

فلما أجازوا بطن نعمان ردهم ... جنود الإله بين ساف وحاصب

فولوا سراعا نادمين ولم يؤب ... إلى أهله م الحبش غير مصائب٤

وقد روى المؤرخون أن أبرهة حينما حل بأرض خثعم وهو في طريقه إلى مكة، عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلي خثعم: شهران، وناهس


١ رزم: ثبت ولزم موضعه. والقزم، بالتحريك: صغار الغنم.
٢ ورواية الأزرقي: يحث على الطير أجنادهم.
٣ ثؤاج الغنم: صوتها. راجع بلوغ الأرب ١/ ١٥٨-٢٥٩، والحيوان ٧/ ١٩٦, وأخبار مكة ١/ ٩٧.
٤ الحيوان ٧/ ١٩٧.

<<  <   >  >>