للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لله درهم من عصبة خرجوا ... ما إن ترى لهم في الناس أمثالا١

بيضا مرازبة غرا جحاجحة ... أسدا تربب في الغيضات أشبالا٢

لا يرمضون إذا حرت مغافرهم ... ولا ترى منهم في الطعن ميالا٣

أمن مثل كسرى وسابور الجنود له ... أو مثل وهرز يوم الجيش إذ صالا٤


١ رواه ابن هشام في السيرة ١/ ٦٧، وفي التيجان ٣٠٥-٣٠٧, والأزرقي ١/ ٩٣, والعقد ٢/ ٢٣ وغيرهم كثير, والاختلاف في روايتها وفي ترتيبها شديد.
٢ بيض: لم يعنِ بياض الألوان، إنما عنى نقاء الأعراض والشيم مما يعيبها. ومرازبة جمع مرزبان "بفتح الميم وسكون الراء وضم الزاي": معرب من الفارسية, وهو عندهم رئيس القوم الفارس الشجاع المقدم عليهم دون الملك. غر: جمع أغر, وهو الأبيض الوجه المتلألئ المضيء. وجحاجحة جمع جحجاح، وهو السيد الكريم. تربب: تربى وترعى وتحفظ. والغيضات جمع غيضة وهي الأجمة. والأشبال جمع شبل, وهو ولد الأسد إذا شب وبلغ الصيد.
٣ رمض الرجل "بكسر الميم" يرمض: إذا اشتد عليه الحر أو الوجع, فقلق وتململ. وحر الشيء يحر: سخن واشتدت حرارته. والمغافر جمع مغفر: زرد ينسج من حلق حديد على قدر الرأس, يلبسه المحارب تحت القلنسوة, ويسبغ على العنق فيقيه, وينزل إلى العاتقين. فإذا اشتد الحر وحميت الشمس آذى المحارب بحره. يقول: هم صبر في الحرب, فلا يضجرهم حر القتال, ولا حر الحديد من طول اعتيادهم. ميال: يميل عن سرج فرسه في شدة الحرب، جبنا أو فزعا.
٤ يعني: من له من الناس ملوك وأبطال مثل هؤلاء. وكسرى ملك الفرس يومئذ أنوشروان، وسابور الجنود هو كسرى سابور ذو الأكتاف. وهرز: وهو الذي أرسله كسرى أنوشروان مع سيف بن ذي يزن، وملكه على اليمن لقتال الحبشة وإخراجهم.

<<  <   >  >>