للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... في رأس غمدان دارا منك محلالا١

واضطم بالمسك إذ شالت نعامتهم ... وأسبل اليوم في برديك إسبالا٢

تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيئا بماء فعادا بعد أبوالا٣

١١- وقد ألف الناس في العصور الحديثة، بين حين وآخر، أن يطلع عليهم الصباح، فإذا دور الحكومات والبرلمانات وغيرها، قد ألصق بجدرانها عدد من المنشورات السياسية ضد السلطان القائم والحزب الحاكم ... وكثيرا ما تصافح وجوه المواطنين كتابات معادية على القصور ... التي بنيت من دماء الشعب، تعلن السخط والحقد


١ مرتفق: متكئ على وسادة وكذلك كانوا يفعلون في مجالس الملوك. وغمدان: قصر عظيم كان بصنعاء اليمن, كانت ملوكهم تنزله. ويقال: أرض محلال, إذا كانت سهلة لينة ممرعة خصيبة جيدة النبات، مختارة لنزول الناس، يكثرون الحلول بها لطيبها؛ يدعو له بالنعمة وطيب المنزل والرفاهية.
٢ هكذا رواية ابن سلام: واضطم، وهي في حماسة البحتري صـ١٦: واضطم وكأنها خطأ وتحريف. وروى الأزرقي: والنط، وهذه روايات مشكلة, وسائر الروايات: واطل بالمسك ثم اطل. اضطمخ بالمسك وتضمخ: تلطخ به وتطيب.
وقوله: إذ شالت نعامتهم أي: ارتحلوا من منازلهم وتفرقوا أو ذهب عزهم ودرست طريقتهم. وأسبل ثوبه: طوله طولا وأرخاه وأرسله إلى الأرض إذا مشى، يفعل المرء كذلك كبرا واختيالا, وضمن أسبل معنى اختال؛ ولذلك عداه بحرف الجر في، كأنه قال له: سر مختالا في برديك, مرخيا من أذيالك بعد الذي فعلت وبلغت من النصر.
٣ القعب: القدح الغليظ الجافي، من خشب مفعر، يرى الرجل. وشاب اللبن بالماء: خلطه ومزجه. يقول له: الذي فعلت هو المكارم والمآثر؛ إذ بلغت ما بلغت من عدوك، أما ما يتمدح به المتمدح من بذل شربة لبن إلى ضيف، فليس بمكرمة تذكر، راجع طبقات فحول الشعراء ٢١٨-٢٢٠.

<<  <   >  >>