للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدمع العين من برحا ... ء ما في الصدر ينسكب

كما أودى بماء الشنـ ... ـة المخروزة السرب

على عبد بن زهرة طو ... ل هذا الليل أكتئب١

وكان إعزازهم للأم يتبعه فخرهم بالخال واعتزازهم به، والأخوال يشعرون بميل نحو ابن أختهم وينصرونه إن ظلم، فعبد المطلب شكا عمه نوفلا إلى رجال قريش فلم يعينوه، فبعث إلى أخواله بني النجار في المدينة يخبرهم أنه ابنهم, وأنه منهم, وأن عمه نوفلا أراد إذلاله:

أني منهم وابنهم والخميس ... وأني منهم وابنهم والخميس

وأن عمي نوفلا قد أبى ... إلا للتي يغضي عليها الخسيس٢

فأنقذه أخواله, وهددوا عمه حتى أرجع ما اغتصبه, فقال عبد المطلب:

بهم رد الإله على رُكحي ... وكانوا في التنسب دون قومي

وفي ذلك يقول سمرة بن عمير الكناني, مثنيا على بني النجار إغاثة ابن أختهم:

لعمري لأخوال لشيبة قصرة ... من أعمامه أبر وأوصل

جزى الله خيرا عصبة خزرجية ... تواصوا على بر وذو البر أفضل

أجابوا على بعد دعاء ابن أختهم ... ولم يثنهم إذ جاوز الحق نوفل

ومنزلة الخال عند الحجازيين رفيعة، ومكانته سامية؛ ولهذا فلا يجرؤ أحد على تحقير خال فرد إلا تعرض لعداوته وحربه. وقد تتعرض السعادة الزوجية للتقويض بسبب الخال, فحسان بن ثابت يحب زوجته وهي تحبه, ولكن لسانها زلق مرة فحقرت أخواله، فكان جزاؤها الطلاق:

سألت حسان من أخواله ... إنما يسأل بالشيء الغمر٣


١ شرح أشعار الهذليين ١٣٧.
٢ تاريخ الطبري ٢/ ١٧٨.
٣ ديوان حسان ٥٢, الغمر: قليل التجربة.

<<  <   >  >>