للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- البنت:

ليس كل الحجازيين يبغضون البنات, والحجازي يحب البنت لأنها صديقة وفية لا تنسى أباها في حالتي الرخاء والشدة، وهي تؤدي حقه بالنوح والبكاء بعد موته, كما يقول معن بن أوس:

رأيت رجالا يكرهون بناتهم ... وفيهن لا تكذب نساء صوالح

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... عوائد لا يمللنه ونوائح١

وهذا الزبير بن عبد المطلب يبتهج لمرأى بنته أم الحكم, ويغيظ زوجها:

يا حبذا أم الحكم ... كأنها ريم أجم

يا بعلها ماذا يشم ... ساهم فيها فسهم٢

وكثيرا ما تكون البنت ميمونة النقيبة، وسببا من أسباب المفاخر؛ فهذا النعمان بن وائل الكلبي -قائد الحارث بن أبي شمر الغساني- يغير على بني ذبيان ويسبي منهم، وحين وجد من بينهم ابنة النابغة أطلقها وحدها أولا ثم أطلق الجميع؛ رجاء مدح من أبيها وهكذا فعل النابغة، فقد قال يمدح النعمان، ويذكر الجميل الذي أسداه إلى بني ذبيان:

يقودهم النعمان منه بمحصف ... وكيد يغم الخارجي مناجد

فآب بأبكار وعون عقائل ... أوانس يحميها امرؤ غير زائد

غرائر لم يلقين بأساء قبلها ... لدى ابن الجلاح ما يثقن بوافد

أصاب بني غيظ فأضحوا عباده ... وجللها نعمى على غير واحد

فسكنت نفسي بعدما طار روحها ... وألبستني نعمى ولست بشاهد٣


١ الأغاني ١٠/ ١٥٧.
٢ الأغاني ٢/ ١١٧.
٣ شعراء النصرانية ٦٦٨.

<<  <   >  >>