للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابنتا ربع الهذلي تعولان على أبيهما لا ترقدان الليل, كأن في أحشاء الواحدة منهن مزمارا ينبعث منه الأنين, وهما تلطمان بالنعال, كما يقول أخوهما عبد مناف:

ماذا يفيد ابنتي ربع عويلهما ... لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا

كلتاهما أبطنت أحشاؤها قصبا ... من بطن حلية لا رطبا ولا نقدا

إذا تأوب نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا١

ومن التصوير الخالد تلك الدموع التي صاغتها قتيلة بنت النضر بن الحارث في رثاء أخيها, ومعاتبة الرسول على قتله له:

يا راكبا إن الأثيل مظنة ... من بطن خامسة وأنت موفق

إلى آخر الأبيات التي ذكرناها في النماذج الشعرية.

٤- الزوجة:

كانت المرأة الزوجة ذات تأثير فعال لا على شخص زوجها فقط، ولا على أسرتها وأسرته، وإنما على العلاقات بين قبيلتيهما إذا كانتا متباعدتين، فإن الإصهار يربط بينهما برباط وثيق، ويضيق سبل العداوة، ولا سيما إذا كان الزوج زعيما وأسرة زوجته مرموقة المكانة.

وكانوا يختارون للزواج المرأة الحسيبة العاقلة, ويفضلون الشابة البكر على الثيب، فهذا حكيمهم الحارث بن كلدة الثقفي يقول: لا تتزوجوا من النساء إلا الشباب٢.

وتهمهم طبعا الزوجة الولود؛ لأن همهم كان الكثرة ليغلبوا أعداءهم.

ولا يقربون المرأة الحمقى وحديثة النعمة، ويكرهون أن تكون الزوجة عبوسا صخابة، قال عبد الله بن أوفى الخزاعي في زوجته:


١ سمط اللآلئ ١/ ٢٢١.
٢ مطالع البدور ٢/ ٢٧.

<<  <   >  >>