للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نكحت ابنة المنتضي نكحة ... على الكره ضرت ولم تنفع

ولم تغن من فاقة معدما ... ولم تجد خيرا ولم تجمع

منجذة مثل كلب الهراش إذا ... هجع الناس لم تهجع١

مفرقة بين جيرانها ... وما تستطع بينهم تقطع

فهو يندب حظه ويبكي آماله التي كان يعلقها على هذا الزواج فخابت، فزوجته لم تغنه من الفاقة ولم تجلب له الخير، بل على العكس من ذلك وجدها سليطة اللسان بذيئة, تضمر السوء لجيرانها.

وكما كان للرجل أن يتطلب الخصال الحميدة من زوجته، كان للزوجة نفس الحق أيضا فهي تريده شابا؛ ولهذا نرى الخنساء تعتب على أبيها أن يطلب الزواج من دريد بن الصمة الهرم, وقالت لأخيها معاوية شقيقها وكان يميل إلى هذا الزواج غير المتكافئ:

أتكرهني -هبلت- على دريد ... وقد أصفحت سيد آل بدر

معاذ الله يرضعني حبركي ... قصير الشبر من جشم بن بكر٢

وهكذا تراها ترفض الزواج من دريد لهرمه, ولأن جشم بن بكر -قبيلته- لا تتناسب مع قبيلتها هي.

وربما أرادت المرأة فوق الشباب أن يكون زوجها غنيا, ينفق ماله على لذاته وكرمه والعطر الطيب. قالت بنت ذي الإصبع العدواني:

ألا ليت قومي من أناس ذوي غنى ... حديث الشباب طيب الريح والعطر٣

والخنساء حين ترثي أخاها صخرا, تذكر فيه صفات الزوج المثالي في نظر المرأة آنذاك, فهو جميل المحيا شجاع صبور:


١ شرح الحماسة للتبريزي ٤/ ٤٢، منجذة: مجرب ما عندها. الهراش: تحريش كلب بكلب.
٢ ديوان الخنساء ص١٢٠.
٣ الأغاني ٣/ ٤٩ الدار.

<<  <   >  >>