للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جلد جميل المحيا كامل ورع ... وللحروب غداة الروع مسعار

مثل الرديني لم تنفد شبيبته ... كأنه تحت طي البرد أسوار١

عبل الذراعين قد تخشى بديهته ... له سلاحان أنياب وأظفار

والمرأة تسأل الرجل عن أصله وأجداده, وهذا أمية بن الصلت يسارع بالإجابة:

فأما تسألي عني لبيني ... وعن نسبي أخبرك اليقينا

ثقي أنى النبيه أبا وأما ... وأجدادا سموا في الأقدمينا٢

والمرأة كما قلنا هي التي تختار، فحينما خطب سهيل بن عمرو, وأبو سفيان هند بنت عتبة استشارها أبوها, فسألته أن يصف لها أخلاق كل منهما، وبعد ذلك اختارت أبا سفيان فغضب سهيل, وقال:

نبئت هندا تبر الله سعيها ... ثابت وقالت وصف أهوج مائق

فلم تنكحي يا هند مثلي وإنني ... لمن لم يمق فاعلمي غير وامق٣

وكان مقدار مهر المرأة يرتفع تبعا لمكانتها, وكانوا يميلون إلى التغالي في المهور، فهذا عبد المطلب يمهر فاطمة بنت عمرو مائة ناقة ومائة ومائة رطل من الذهب٤, وهم يرون في ضخامة المهر دليلا على قوتهم وتمكنهم من السيادة، فهذا الأبيرد بن هرثمة العذري يقول: إنه كريم وسمح؛ والدليل على ذلك أنه يفني الأعداد الكثيرة من إبله إذ يقدمها مهورا لزوجاته:

إني لسمح إذا فرج بينها ... بأكثبة البقار يا أم هاشم

فأفنى صداق المحصنات إفالها ... فلم يبق إلا جلة كالبراعم٥

وخالد بن جعفر يرى أنه أحسن صنعا بقتل زهير بن جذيمة, ورفع بذلك مهر بنات هوازن:

وجعلت مهر بناتهم ودماءهم ... عقل الملوك هجائنا أبكارا٦


١ ديوان الخنساء ص٨٠.
٢ جمهرة أشعار العرب ص١٨٧.
٣ العقد الفريد ٣/ ٢١٢.
٤ إنسان العيون ١/ ٥٠.
٥ معجم الشعراء ص٢٥.
٦ الأغاني ١٠/ ١٤.

<<  <   >  >>