للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاليوم أخضع للذليل وأتقي ... منه وأدفع ظالمي بالراح

وأغض من بصري وأعلم أنه ... قد بان حد فوارسي ورماحي

وإذا دعت قمرية شجنا لها ... يوما على فتن دعوت: صباحي١

وإذا كنا قد رأينا فيما تقدم الحب المتبادل بين الزوجين وأثره في الحياة وبعد الموت، فإن هناك من الأزواج من كره الحياة مع زوجته، ورأى أنها ورطة وقع فيها، وينبغي أن يخرج منها بأقصى سرعة.

وقد تنفر الزوجة من زوجها وهو لها وامق، فيمنيها ويعدها ويتوسل إليها كما نرى سعيد بن عمرو بن نفيل يتوسل إلى زوجته:

تلك عرساي تنطقان على عمد ... لي اليوم قول زوز وهتر

سألتاني الطلاق إن رأتا ... مالي قليلا قد جئتماني بنكر

فلعلي أن يكثر المال عندي ... ويعرى من المغارم ظهري

وترى أعبدا لنا وإماء ... ومناصيف من خوادم عشر

وتجرا الأذيال في نعمة زو ... ل تقولان ضع عصاك لدهر٢

والرجل يؤدب زوجته بالضرة مما يثير غيرتها وخوفها وحرصها على إرضاء زوجها؛ فهذا شاعر يخشى أن يموت من غير أن ينغص على زوجته بضرة تؤذيها وتشاكسها:

لقد خشيت أن يقوم قابري ... ولم تمارسك من الضرائر

ذات شذاة جمة الصراصر ... حتى إذا جرس كل طائر

قامت تغطي بك سمع الحاضر ... تصر إصرار العقاب الكاسر

وفي الحجاز نرى كثيرا من هذا, حتى في زوجات الرسول -عليه الصلاة والسلام- مما يدل على أن الغيرة شيء كامن في نفوس النساء عامة.


١ الأمالي ٢/ ١.
٢ البيان والتبيين ١/ ١٩٩.

<<  <   >  >>