للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن صخرا لكافينا وسيدنا ... وإن صخرا إذا نشتو النحار

كذلك كان هاشم بن عبد مناف يهشم الخبز لقومه في السنين الجدباء، وفيه يقول الشاعر:

عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف

ولما رثى معية بن الحمام أخاه الحصين أشاد بسماحته وكرمه؛ وذلك إذ يقول:

نعيت حيا الأضياف في كل شتوة ... ومدره حرب إذ تخاف الزلازل

ومن لا ينادي بالهضيمة جاره ... إذا أسلم الجار الألف المواكل١

ورثى أبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا أمية بن المغيرة أحد أزواد الركب؛ فوصفه بأن داره كانت تجتمع في ساحتها السمان من النوق والبقر, وأنها إذا أكلها الضيوف والمعتفون حل محلها غيرها، ثم يخاطبه مادحا بقوله:

ضرب بنصل السيف سوق سمانها ... إذا عدموا زادا فإنك عاقر

وإلا يكن لحم غريض فإنه ... تكب على أفواههن الغرائر٢

أما افتخارهم بالكرم فكثير، وحسبنا أن نشير إلى قول الشمخي الفزاري:

ألم تعلمي يا عمرك الله أنني ... كريم على حين الكرام قليل

وأني لا أخزي إذا قيل: مقتر ... جواد وأخزي أن يقال بخيل

وقول عمرو بن الأطنابة الخزرجي في الفخر بقومه الذين يخلطون الفقراء بالأغنياء، ويبذلون العطاء لكل سائل:

الخالطين فقيرهم بغنيهم ... والباذلين عطاءهم للسائل


١ الأمالي ١-٦٢. الألف: العاجز العيي بالأمور.
٢ كان من عادتهم إذا أرادوا نحر الناقة ضربوا ساقها بالسيف فجرت ثم نحروها. والمعنى أنه كان ينحر النوق وقت العدم والمحل. وإذا لم يكن هناك غريض -أي طري- من اللحم، أمر بعدول أو أكياس الدقيق والحنطة وغيرها أن تكب على أفواهها؛ ليصنع منها الطعام الوفير. راجع بلوغ الأرب ١/ ٩٣.

<<  <   >  >>