للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدفوف، ذكر صاحب الأغاني أنه دعا بشرا به وقيانه, فغنين له قوله في رثاء خالد بن جعفر لما قتله الحارث بن ظالم:

عللاني وعللا صاحبيا ... واسقياني من المروق ريا

إن فينا القيان يعزفن بالدفـ ... ـف لفتياننا وعيشا رخيا

وربما امتدت مجالس الغناء والشراب حتى أعقاب الليل، قال كعب بن الأشرف:

ولنا بئر رواء جمة ... من يردها بإناء يغترف

ونخيل في قلاع جمة ... تخرج التمر كأمثال الأكف

وصرير في مجال خلة ... آخر الليل أهازيج بدف١

على أن طائفة من عقلاء العرب قد حرموا٢ الخمر في الجاهلية؛ تكرما وصيانة لأنفسهم. ومن الحجازيين من آلوا على أنفسهم ألا يشربوها, ومنهم عامر بن الظرب الذي يقول في وصفها:

سآلة للفتى ما ليس في يده ... ذهابة بعقول القوم والمال

أقسمت بالله أسقيها وأشربها ... حتى يفرق ترب القبر أوصالي

تورث القوم أضغانا بلا إحن ... مزرية بالفتى ذي النجدة الحالي

ومنهم صفوان بن أمية الكناني, الذي أقسم على نفسه ألا يشربها طيلة حياته، ولا يشفي بها سقيما أبدا, وذلك حيث يقول:

رأيت الخمر صالحة وفيها ... مناقب تفسد الرجل الكريما

فلا والله أشربها حياتي ... ولا أشفي بها أبدا سقيما


١ طبقات الشعراء، لابن سلام. الصرير: الصياح. والخلة: الخمر.
٢ الأمالي "١/ ٢٠٤".

<<  <   >  >>