للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله أمنها وما ... بنيت بعرصتها قصور

والله أمن طيرها ... والعصم تأمن في ثبير

ولقد كان اجتناب الظلم في الحرم شريعة عامة، وقاعدة مرسومة لا يحيدون عنها. ومن النادر حدوث اعتداء على النفس أو المال فيه, كما آذى مشركو قريش زيد بن عمرو بن نفيل في مكة لما اطّرح عبادة الأصنام؛ كراهة أن يفسد عليهم دينهم, فقال وهو يعظم حرمته على من استحل منه ما استحل من قومه:

لاهم إني لا حله ... وإن بيتي أوسط المحله

عند الصفا ليس بذي مضله

وكانوا إذا أحرموا كرهوا تسريح الشعر وقتل القمل. قال أمية بن أبي الصلت:

مساجي أياطلهم ينزعوا تفثا ... ولم يسلوا لهم قملا وصئبانا١

وكانوا يهللون ويلبون في الحج؛ يدل على ذلك قول نبيه بن الحجاج:

إنني والذي يحج له شمـ ... ـط إياد وهللوا تهليلا

ومبيتا بذي المجاز ثلاثا ... ومتى كان حجنا تحليلا

وبعض تلبيات العرب في الجاهلية مسجوع؛ كقولهم: لبيك ربنا لبيك، والخير كله بيديك. وبعضها موزون كقولهم, وهو من منهوك الرجز:

لبيك إن الحمد لك ... والملك لا شريك لك

إلا شريك هو لك ... تملكه وما ملك

أخو بنات بفدك

وفدك: قرية حجازية قديمة, وكان بها في الجاهلية أصنام.

وإذا أرادت بجيلة التلبية "وهي قبيلة حجازية" قالت:

لبيك عن بجيلة ... الفخمة الرجيلة

ونعمت القبيلة ... جاءتك بالوسيلة

تؤمل الفضيلة


١ التفث: الوسخ.

<<  <   >  >>