للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعليق الحلي على اللديغ:

وكانوا يجعلون الحلي في يد الملدوغ, ويحركونها لئلا ينام فيدب فيه السم، وقيل لبعض الأعراب: أتريدون أن يسهر؟ فقال: إن الحلي لا تسهر، ولكنها سنة وثناها. أو لأنهم زعموا أن حلي الذهب تبرئه، وحلى الرصاص أو الرصاص يميته.

وقال بعض بني عذرة, يشبه أثر اللوعة في نفسه بالسليم المحلى:

كأني سليم ناله كلم حية ... ترى حوله حلي النساء موضعا

وقال النابغة:

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقع

تسهد من نوم العشاء سليمها ... لحلي النساء في يديه قعاقع

كي السليم ليصح الأجرب:

ومن عجيب أوهامهم كي السليم ليصح الأجرب؛ فقد كانوا كما قال الجاحظ: إذا أصاب إبلهم العر كووا السليم ليدفعه عن السقيم, فأسقموا الصحيح من غير أن يبرئوا السقيم١.

قال النابغة يشبه ما وقع عليه من ظلم بهذا الفعل الجائر:

وكلفتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع

والراجح أن هذا مثل لا حقيقة، أو أنهم كانوا يكوون الصحيح لئلا يتعلق به الداء.

ضرب الثور لتشرب البقر:

وكانوا إذا عافت البقر الشرب لعدم العطش أو كدر الماء, يضربون الثور حتى يرد الماء, فتتبعه البقر فتشرب. وعجب النابغة من أن يعاقب على ذنب لم يرتكبه,


١ الحيوان للجاحظ ١/ ١٧ طبعة هارون.

<<  <   >  >>