فرشت لها صدري فزل عن الصفا ... به جؤجؤ عبل ومتن مخصر
فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا ... به كدحة والموت خزيان ينظر
فأبت إلى فهم ولم أك آيبا ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ونحن لا نستطيع استيعاب الكلام في هذا الباب الواسع، وحسبنا أن نذكر لونين من ألوان الوصف, وهما أدوات القتال، وأدوات الكتابة:
أدوات القتال:
تعتبر السيوف أشهر آلات القتال ذكرا وأكثرها أسماء ونعوتا, وأجود الأسلحة التي يستعملها العربي. وكانت السيوف تصنع أحيانا بالمدينة على يد بعض القيون كما اشتهر بصناعتها اليهود.
ومن أجود سيوف الحجازيين، بل سيوف العرب عامة: المشرفية, وهي منسوبة إلى المشارف وهي القرى التي تدنو من الريف مثل خيبر ودومة الجندل. وقيل: تنسب إلى "مشرف" وهو رجل من ثقيف. ومن أشهرها "الهندية" المستوردة من الهند.
وقد برع الحجازيون في وصف السيوف والفخار بها ومرونتهم في استعمالها, فقال قيس بن الخطيم:
كأن سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
كما برعوا في وصف القسي والدروع والرماح، وهذا المزرد بن ضرار يصف رمحه بأنه لين مهتز كأنما سقي بالزيت، وبأنه مصمت يهتز أعلاه إذا ما هز مقبضه حتى لكأنه ثعبان حذر، أما سنانه فحاد لامع كأنه هلال ناحل يضيء في ظلمة الليل:
ومطرد لدن الكعوب كأنما ... تغشاه منباع من الزيت سائل
أصم إذا ما هز مارت سراته ... كما مار ثعبان الرمال الموائل
له فارط ماضي الغرار كأنه ... هلال بدا في ظلمة الليل ناحل١
١ مطرد: لين مهتز. منباع: سائل. سراته: أعلاه. موائل: محاذر. فارط: سنان. غرار: حد.