للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى مكة من الحجاج عن طريق البحر الأحمر، وبرواج التجارة في مكة، واتخاذ البحر في جدة طريقا لورودها بواسطة التجار الأحباش والرومان والفرس الذين يؤثرون ركوب السفن الشراعية لإلفهم إياها.

وهذا التحول في مدينة جدة جعل سكانها أكثر تعدادا, ومرافقها أكبر من ذي قبل، فظهرت الحاجة إلى المياه لقلتها فيها من تلك القرون السحيقة.

ولا شك أن الناس لم يتركوا مظنة وجود الماء في باطن الأرض إلا نقبوا عنها واستخرجوها؛ فكثرت الآبار، واختلفت بين العذوبة والملوحة، وبين الصفاء وغيره، واختلفت أماكنها.

والآبار المطوية حول جدة تبلغ سبع آبار, هي: "بئر السلسلى" شرق جنوبي جدة، و"بئر الوزيرية" في الشرق وهي من وادي غليل, و"بئر مريخ" وهو مقابل للكندرة, و"بئر تنضب" وهو مقابل بني مالك, و"بئر الحفنة" شمالي بني مالك, و"بئر بريمان" شمال شرق بئر مالك. أما الآبار المحفورة فتبلغ خمس عشرة بئرا, وهي: السرورية، الحمزة، النشارية، القرينية، تمد "سليمان" عند البحر شرق جنوبي بريدة في طريق أبي صالحة، أبو سباع شرق جنوبي برود، القريبة، مويحة، أبو صالحة، الصحيفة، الشرقية، الضفارى، العسيلة. والحديث من هذه الآبار المحفورة هي: الصحيفة، والشرقية، وقد حفر الأولى منها المرحوم الشيخ عبد الله نصيف من أعيان جدة وتجارها، وحفر الثانية وأقام حواجزها من العقوم المرحوم حميد الشيخ المالكي. وكان هذا خلال القرن الثالث عشر الهجري، وإلى جانب الصحيفة صهاريج كثيرة لآل نصيف، وكل هذه الأماكن معروفة حتى الآن.

وقد بلغ عدد الصهاريج ما يزيد على ثلاثمائة صهريج, لا كما قدره صاحب "مرآة الحرمين" بثمانمائة صهريج. وقد عمد أهل جدة مستعينين بالجالية الفارسية إلى بناء الصهاريج الكبيرة نظرا لقلة الماء، ويروي بعضهم أن أول بناء الصهاريج بها كان في عهد هارون الرشيد.

<<  <   >  >>