للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبدأ العمل في ذلك في منتصف عام ١٣٦٥هـ, وأحضر المهندسون والخبراء من إنجلترا ومصر، وجلبت الأنابيب من إنجلترا وهي من الأسبستوس والأسمنت حتى وصل الماء إلى جدة يوم الجمعة غرة المحرم عام ١٣٦٧هـ, وكان يوم فرحة كبرى وسرور عام في مدينة جدة بأسرها. وفي يوم الثلاثاء الخامس من شهر محرم عام ١٣٦٧هـ جرى احتفال كبير بوصول الماء إلى جدة.

وبجدة قبر ينسب إلى حواء أم البشر، وقد كان الحجاج يزورون هذا القبر ويتبركون به. وقد هدمت الحكومة القبة الموضوعة على القبر كما أزالت البنيان الذي على القبر, ومنعت الناس من التمسح به، ولقد زار ابن جبير الأندلسي جدة في "سنة ٥٧٩هـ" فذكر بعض آثار جدة، ومنها الموضع الذي شيد عليه "قبة عتيقة" يقال: إنه كان منزل حواء أم البشر عند توجهها إلى مكة.

وقد كانت جدة مدينة مسورة أقام سورها السلطان الغوري في القرن العاشر الهجري, ولكن هذا السور قد هدم منذ بضع سنوات لاستبحار العمران. ويدعى الباب المواجه للجنوب باليمني، والباب الذي يواجه مكة المقدسة "باب مكة", والذي يواجه الشمال "باب المدينة", ويحيط بجدة قرى صغيرة في الشمال والجنوب أكثرها مؤلف من بيوت صغيرة وأكواخ يسكنها البدو والجمالون وكثير من الزنوج, وقد تلاشى أكثرها لتحل محلها العمارات و"الفيلات" الجميلة.

وقد استفاض العمران بمدينة جدة حتى وصل إلى الكيلو "١٤" في طريق مكة, قريبا من "أم السلم" ومن ناحية طريق المدينة إلى ما بعد "الرويس".

وبجدة ميناء بحري وآخر جوي, وهما يستقبلان عشرات الألوف من الحجاج جوا وبحرا كل عام. ورصيف الميناء البحري الحديث يقع على بعد ميل واحد من دائرة الجمرك "الكرنتينة" القديمة وهو يمتد إلى ٣٢ قدما من الماء في المد المنخفض عند رأس الرصيف, و١٠٠ قدم بـ ٥٦٠ قدما، ويمكن رسوّ باخرتين على جانبيه. وطول الطريق المردوم ٥٥٠٠ قدم، والمساند الحديدية

<<  <   >  >>