للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورد صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون رضى الله عنه التبتل (١).

ورد صلى الله عليه وسلم على من حرم بعض المطاعم، والمناكح (٢).

وحاج صلى الله عليه وسلم وفد نصارى نجران عندما سألوه ما تقول في عيسى -عليه السلام: " ما عندي فيه شيء يومي هذا، فأقيموا حتى أخبركم بما يقال لي في عيسى -عليه السلام- فأصبح، وقد أنزل الله في عيسى -عليه السلام: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٥٩) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٦٠) فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٦١)} [آل عمران: ٥٩ - ٦١] (٣).

وفي استنباط فوائدها، يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: " ومنها جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم، بل استحباب ذلك بل وجوبه، إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يرجى إسلامه منهم، وإقامة الحجة عليهم، ولا يهرب من مجادلتهم إلا عاجز عن إقامة الحجة فليول ذلك إلى أهله، وليخل بين المطي وحاديها، والقوس وباريها" (٤).

٣: وفي طبقة الصحابة -رضي الله عنهم (٥):

حملوا هذه الروح الجهادية الدفاعية، بما اقتضه الشريعة: قولاً وفعلاً، وتقريراً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقاموا بواجب هذه الحمالة لهذا الأصل العقدي خير قيام، من رد البدع، والأهواء المضلة، والدفع في نحورها وأعجازها، لإبطالها ووأدها، من أول بدعة حدثت في الإسلام بدعة الخوارج".

ثم ذكر الشيخ بكر -رحمه الله-: طبقة التابعين ومن بعدهم، ثم قال (٦): " فالرد على أهل البدع والأهواء: باب شريف من أبواب الجهاد عظيم وكيف لا يكونون كذلك، وهم في مواقع الحراسة، وأفضل الجهاد.


(١) صحيح البخاري: كتاب النكاح، باب: ما يكره من التبتل والخصاء، رقم (٥٠٧٣).
(٢) صحيح مسلم: كتاب النكاح، باب: استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنه واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم، رقم (١٤٠١).
(٣) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: ١/ ٣٧٥.
(٤) زاد المعاد: ٣/ ٤٢.
(٥) انظر: مجموع الفتاوى: ٣/ ١٨٢، ٢٣٠، ٢٧٩.
(٦) الرد على المخالف من أصول الإسلام: ٤٠.

<<  <   >  >>