للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل: المروءة آداب نفسانية، تحمل مراعاتها الإنسانَ على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات (١).

وقيل: المروءة هي قوة للنفس مبدأ لصدور الأفعال الجميلة عنها المستتبعة للمدح شرعًا وعقلًا وعُرفًا (٢).

وقيل: هي تعاطي المرء ما يُستحسَن، وتجنُّب ما يُستَرذَل (٣).

وقيل: صيانة النفس عن الأدناس، وما يشين عند الناس (٤).

وقيل: سير المرء بسيرة أمثاله في زمانه (٥).

وقد بيَّن الخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» الأشياءَ التي يجب على طالب الحديث أن يتجنبها، والتي تُزيل المروءة، فقال: «يجب على طالب الحديث أن يتجنَّب اللعب والعبث والتبذُّل في المجالس بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يُستجاز من المزاح يسيره ونادره وطريفه، الذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصله وفاحشه وسخيفه، وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القَدْر، ويزيل المروءة» (٦).


(١) «المصباح المنير» (م ر أ).
(٢) «التعريفات» للجرجاني (ص: ٢١٠).
(٣) «تاج العروس» (م ر أ).
(٤) المصدر السابق.
(٥) «توجيه النظر إلى أصول الأثر» (١/ ٩٧).
(٦) «الجامع لأخلاق الراوي» (١/ ١٥٦).

<<  <   >  >>