للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إزاء دار الخلافة في اليوم الخامس عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين

وأربعمائة، وكان الخطيب حينها بدمشق (١).

ثانيًا: الحالة الاقتصادية والاجتماعية:

لم تكن الحالة الاقتصادية والاجتماعية حسنة، فقد عاشت بغداد ظروفًا اقتصادية واجتماعية قاسية، فكانت الأزمة المالية بسبب خراب الأراضي الزراعية، وظهور الإقطاع العسكري الذي سار عليه البُوَيْهيون، وكثرة الضرائب التي أثقلت الناس، واضطراب الأمن؛ لكثرة ثورات الجند بغية زيادة رواتبهم، وازدياد نشاط اللصوص والفساق وأهل الفساد، الذين استغلُّوا ضعف السلطة للقيام بأعمال السلب والنهب (٢).

وقد أدى الصراع على السلطة إلى زيادة معاناة الناس، وقد ذكر الخطيب شيئًا من ذلك في فتنة البَسَاسِيري، فقال: «والناس إذ ذاك في ضر وجَهد، قد توالت عليهم سُنون مُجدِبة، والأسعار غالية، والأقوات عزيزة» (٣).

ثالثًا: الخصومات المذهبية:

كان الخصام والتنازع بين الفرق والمذاهب الإسلامية المختلفة على أشده، واتسم بطابع العنف والقسوة، لا سيما بين السنة والشيعة في بغداد وما حولها، وقد كان يصل في بعض الأحيان إلى الضرب والقتل وتحريق الدور والمنازل (٤).


(١) «تاريخ بغداد» (١١/ ٤٨ - ٥٢).
(٢) ينظر: «موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد» (ص: ١٦).
(٣) «تاريخ بغداد» (١١/ ٥٠).
(٤) ينظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (١٥/ ٥٨، ١٢٥، ٣١٩).

<<  <   >  >>