للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمي وحزنتُ أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبريل تقبض إبراهيم فديتُه بإبراهيم».

قال: فقُبِض بعد ثلاث، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الحسين مقبلًا قَبَّله وضمَّه إلى صدره ورشف ثناياه، وقال: «فديتُ مَن فديتُه بابني إبراهيم».

ثم قال: «دلَّس النقَّاشُ ابن صاعد، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط، وأقل مما شُرِح في هذين الحديثين (١) تسقط به عدالة المحدِّث، ويُترك الاحتجاج به» (٢).

فهذا الحديث المنكر يرويه النقاش عن يحيى بن محمد بن صاعد، وابن صاعد إمام حافظ لا يحدِّث بمثل هذا الحديث المنكر، فخاف النقَّاش من انكشاف أمره، فعمد إلى ابن صاعد، وسماه باسم غير مشهور به تعمية لأمره، وهذا من تدليس الشيوخ.

قال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع، قَبَّح الله مَن وضعه، فما أفظعه! ولا أرى الآفة فيه إلا من أبي بكر النقَّاش؛ فإنه دلَّس ابن صاعد فيه، فقال: يحيى بن محمد بن عبد الملك الخياط، فتدليسه إياه دليل شر» (٣).


(١) وكان قد أورد له حديثًا باطلًا قبل ذلك.
(٢) «تاريخ بغداد» (٢/ ٦٠٥ - ٦٠٦)، وهذا الحديث رواه ابن الجوزي في «الموضوعات» (٢/ ٢٠٤ رقم ٧٥٩)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٢/ ٣٢٤) كلاهما من طريق الخطيب به.
(٣) «الموضوعات» (٢/ ٢٠٥ رقم ٧٥٩).

<<  <   >  >>