للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليس بصحيح، إنما هو عن ابن عباس. وقال أيضًا: رفعه خطأ، ليس فيه عن

النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

هذا مع أن الذي رفعه -وهو عبدة بن سليمان- ثقة من رجال الصحيحين (٢)، فعُلم أن أحمد حكم بوقفه وإن كان الرافع له ثقة، وكذلك فعل في عدة أحاديث، وبهذا يُعلم خطأ من أطلق النقل عن الفقهاء أنهم يأخذون بالرفع في كل موضع» (٣).

وقال أيضًا في معرض نقده لزيادة ذكر البسملة التي تفرد بها نُعيم المُجْمِر (٤) من بين أصحاب أبي هريرة: «فإن قيل: قد رواها نعيم المُجْمِر، وهو ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة.

قلنا: ليس ذلك مجمعًا عليه، بل فيه خلاف مشهور، فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقًا، ومنهم من لا يقبلها، والصحيح التفصيل، وهو أنها تُقبل في موضع دون موضع، فتُقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظًا ثبتًا، والذي لم يذكرها مثله، أو دونه في الثقة، كما قبل الناس زيادة مالك بن أنس،


(١) ينظر: «التلخيص الحبير» (٢/ ٤٢٧).
(٢) عبدة بن سليمان الكلابي، أبو محمد الكوفي، ثقة ثبت، مات سنة سبع وثمانين ومائة، وقيل بعدها. «تقريب التهذيب» (ص: ٣٦٩ رقم ٤٢٦٩).
(٣) نقله الزركشي في «النكت على مقدمة ابن الصلاح» (٢/ ٦٠٣).
(٤) هو نعيم بن عبد الله المدني مولى آل عمر، يُعرف بالمُجْمِر، ثقة. «تقريب التهذيب» (ص: ٥٦٥ رقم ٧١٧٢).
وحديثه المشار إليه رواه النسائي، كتاب الافتتاح، باب قراءة {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (٢/ ١٣٤ رقم ٩٠٥) من طريق سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر قال: صليت وراء أبي هريرة فقرأ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الحديث.

<<  <   >  >>