للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ادَّعاه (١)،

وقد صنَّف أيضًا كتابًا رد فيه على الخطيب سمَّاه: «السهم المُصيب في بيان تعصُّب الخطيب» (٢).

والرد على ذلك: أن دعوى أنه كان حنبليًّا ثم صار شافعيًّا تحتاج إلى دليل، وإلا فالذي تدل عليه سيرته من كلامه عن نفسه وكلام مترجميه أنه لم يكن حنبليًّا في يوم من الأيام، كيف وكل مشايخه في الفقه الذين درس عليهم منذ نعومة أظفاره هم من الفقهاء الشافعية؟!

فقد حضر مجالس أبي حامد الإسفراييني وسنه أقل من أربعة عشر عامًا، ثم تفقَّه على ابن المَحامِلي، والقاضي أبي الطيب الطبري الشافعي، وثلاثتهم شافعية، فمتى كان حنبليًّا إذن؟ (٣).

أما زعم ابن الجوزي أنه تعصَّب على الحنابلة، فقد ذكرنا أن الخطيب التزم أن يورد ما قيل في المترجم له من جرح وتعديل ومدح وذم، وليس في هذا تعصُّب، قال الذهبي: «تناكد ابن الجوزي - رحمه الله - وغضَّ من الخطيب، ونسبه إلى أنه يتعصب على أصحابنا الحنابلة» (٤).

وقد ردَّ المعلِّمي اليماني على ابن الجوزي بالتفصيل، وأبان عن تعصُّبه على الخطيب، وذلك في كتابه: «التنكيل» (٥).


(١) «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (١٦/ ١٣٢ - ١٣٤).
(٢) «الوافي بالوفيات» (٧/ ١٢٨).
(٣) ينظر: «الخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث» (ص: ٥٩ - ٦٠).
(٤) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٨٩).
(٥) «التنكيل» (١/ ٣٢٤ - ٣٢٧، ٣٤٠ - ٣٤٨).

<<  <   >  >>