للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وصف الخطيبَ بالحفظ والمعرفة وفضَّله على كل حفاظ عصره - كثيرٌ ممن أدركه ومن جاء بعده مثل: ابن ماكولا، والصوري، والباجي، وأبي إسحاق الشيرازي، والمؤتمن الساجي، والبَرَداني، وشجاع الذهلي، والسمعاني، وابن عساكر، والذهبي، وغيرهم (١)، فهل بعد هؤلاء من متكلِّم؟!

ثالثًا: دعوى أن كتبه مستفادة من الصوري:

حاول بعض خصوم الخطيب اتهامه بانتحال الكتب التي صنَّفها، زاعمين أنها مستفادة من كتب شيخه ورفيقه الصوري، فقد قال ابن الطيوري: «أكثر كتب الخطيب سوى «التاريخ» مستفاد من كتب الصوري، كان الصوري بدأ بها ولم يتمها، وكانت للصوري أخت بصور، مات وخلَّف عندها اثني عشر عِدلًا محزومًا من الكتب، فلما خرج الخطيب إلى الشام حصَّل من كتبه ما صنَّف منها كتبه» (٢).

وهذه تهمة باطلة، فقد ألَّف الخطيب معظم كتبه قبل استقراره بصور، فقد استقر بها منذ سنة ٤٥٩ هـ، وقد سرد محمد بن أحمد بن محمد المالكي الأندلسي كتبَ الخطيب التي صنفها إلى سنة ٤٥٣ هـ فبلغت ٦٤ مصنفًا (٣)، فأين هذه التصانيف التي صنفها مستفيدًا من كتب الصوري؟!


(١) وقد نقلت أقوالهم في المطلب السابق.
(٢) ينظر: «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (١٦/ ١٣١)، و «معجم الأدباء» (١/ ٣٨٧)، و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٨٣).
(٣) وهذا الفهرس مخطوط في دار الكتب الظاهرية، ضمن مجموع برقم (١٨)، ورقة (١٣١ - ١٣٢)، وعندي صورة منه.

<<  <   >  >>