للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يدل على وهاء هذه التهمة أن ابن الجوزي مع عداوته للخطيب، وانتهازه الفُرصة للانتقاص منه، لم يستطع قبول هذه الرواية السمجة، ولم يُعرِّج عليها، بل أقصى ما استطاع أن يقول: «وقد يضع الإنسان طريقًا فتُسلَك، وما قصَّر الخطيب على كل حال» (١).

وعقَّب الذهبي على هذه الرواية بقوله: «قلت: ما الخطيب بمفتقِر إلى الصوري، هو أحفظ وأوسع رحلة وحديثًا ومعرفة» (٢).

رابعًا: دعوى أنه كان يدلِّس:

فقد قال ابن ماكولا: «شيخنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور العَتِيقي، قال لي: إنه روياني الأصل … وكان الخطيب ربما دلَّسه، وروى عنه وهو في الحياة، يقول: أخبرني أحمد بن [أبي] جعفر القَطِيعي؛ لسكناه في قَطيعة أم عيسى» (٣).

ومعنى هذا أن الخطيب يدلِّس تدليس الشيوخ، وقد وصفه بذلك أيضًا ابن الصلاح، فقال عند كلامه على أنواع التدليس: «القسم الثاني: تدليس الشيوخ، وهو أن يروي عن شيخ حديثًا سمعه منه، فيُسمِّيه أو يُكنيه أو ينسبه أو يصفه، بما لا يُعرف به؛ كي لا يُعرف ....


(١) «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (١٦/ ١٣١).
(٢) «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٢٨٣). وينظر: «التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل» للمعلمي اليماني (١/ ٣٣٨ - ٣٤٠).
(٣) «الإكمال» (٧/ ١١٧).

<<  <   >  >>