للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إن العسير بها داءٌ مُخامرُها ... فشطرَها بَصَرُ العينين مسحور [*] (١)


= وبها يعرف، وهو قيس بن خويلد أخو بني صاهلة. ولقيس هذا ترجمة مختصرة في معجم الشعراء للمرزباني ص ٣٢٦، والروايات في هذا البيت مختلفة كما سترى بعد. وقد وضع البيت في نسخة قبل بيت لقيط الإيادي، وهو خطأ واضح لان كلام الشافعي بعده شرح له وليس شرحا لبيت لقيط.
[*] سيأتي البيت مرة أخرى في رقم (١٣٨٠) وقد رجحنا هناك وجوب إثبات ما في الأصل. [كذا استدركه أحمد شاكر في الملحق (معدُّه للشاملة)]
(١) روايات نسخ الرسالة في هذا البيت مختلفة: فرواية ج:
(إن العَسِيبَ تَهَادَى في مَخَامِرها ... فشَطْرَها بَصَرُ الَعيْنَيْنِ مَسْجُورُ)
وهو خطأ صرف. ورواية ب:
(إن العَسِيرَ بها داءٌ يُخَامرها ... فشَطْرَها بَصَرُ الَعيْنَيْنِ مَحْسُورُ)
وانا أرجح ان هذا تصرف من مصححي المطبعة الأميرية ببولاق، ليوافقوا به بعض ما رأوه في كتب اللغة. ورواية س موافقة لأصل الربيع الذي سنبين ما فيه من خطأ، وخلاف للروايات الصحيحة المعنى.
ورواية الصحاح واللسان والكامل والطبري نصها:
(إن العَسِيرَ بها داءٌ مُخَامرها ... فشَطْرَها نَظَرُ الَعيْنَيْنِ مَحْسُورُ)
والخلاف بين رواية البيت في أصل الربيع وبين سائر الروايات - عدا رواية شرح أشعار الهذليين للسكري. فإنها مباينة لباقي الروايات -: هذا الخلاف بسيط في حرفين وجوهري في حرفين:
أولا: كلمة مخامرها على اسم الفاعل، وفي ب يخامرها فعل مضارع والمعنى فيهما واحد.
وثانيا: كلمة بصر العينين في جميع نسخ الرسالة، وفي سائر الروايات نظر العينين ومعناهما واحد أيضا.
وثالثا: كلمة العسير بالراء في آخرها، فإنها في أصل الربيع و س وج العسيب بالباء الموحدة بدل الراء. وهي مخالفة لسائر الروايات، وخطأ في المعنى أيضا. لان العسيب: عظم الذنب، و (العسيب) أيضا: جريد النخل إذا كشط عنه خوصه. ولا يصلح واحد من هذين المعنيين في هذا البيت. والصواب (العسير) بالراء، وهي الناقة التي لم تذلل، قال في اللسان: ناقة عسير: اعتسرت من الإبل فركبت أو حمل عليها ولم تلين قبل. لان البيت في وصف ناقة، كما نص عليه صاحب اللسان في مادة ع س ر وكما قال أبو العباس المبرد في الكامل ١:
١١٢ في شرح البيت: والعسير التي تعسر بذنبها إذا حملت، أي تشيله وترفعه، ومنه سمى الذنب عوسرا، اي تضرب بذنبها، ومعنى ذلك أنه ظهر من جهدها وسوء حالها ما أطيل معه النظر إليها حتى تحسر العينان، والحسير: المعيي، وفي القرآن: =

<<  <  ج: ص:  >  >>