مفر من الرجوع إلى المراجع التي نقلت عنها، فتصبح هي المصدر الوحيد، وهذا كثير في كتب التراث الإسلامي الذي فقد منه الكثير؛ غير أنه ليس من الصعب معرفة محتوياتها وبعض موضوعاتها؛ لأنها كانت مصادر مؤلفات مَن جاء بعدهم، فكثر النقل عنهم، أمثال كتاب الفنون لابن عقيل الحنبلي، قال عنه الحافظ الذهبي:
"لم يصنف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب، حدثني مَن رأي منه المجلد الفلاني بعد الأربعمائة""مقدمة الفنون ١: م١٦"، وهو مفقود إلا أن النقول عنه كثيرة في طيات الكتب، وكتاب "السياق" في تاريخ نيسابور لعبد الغافر بن اسماعيل الفارسي مفقود أيضًا؛ ولكن تاج الدين عبد الوهاب السبكي استفرغه في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"، ودوَّن في كتابه الكثير من الكتب والرسائل المفقودة، ففي حالة نسبة المعلومات إلى مصدرها الأصلي نقلًا من المصدر الثاني أو المرجع يدون بين القوسين كلمة "مقتبس من ... "، فيذكر بعدها لقب المؤلف، ورقم الجزء فالصفحة كالمعتاد؛ مثال ذلك:
يتحدث في كتاب تبيين كذب المفتري عن خصائص الإمام الغزالي وقدراته العقلية والفطرية بقوله:"أخبرنا الشيخ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في كتابه قال: محمد بن محمد بن محمد أبو حامد الغزالي حجة الإسلام والمسلمين، إمام أئمة الدين، مَن لم تَرَ العيون مثله لسانًا، وبيانًا، ونطقًا، وخاطرًا، وذكاء، وطبعًا....""مقتبس من ابن عساكر ٢٩١".
في قائمة المصادر:
ابن عساكر، علي بن الحسن بن هبة الله. تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري. دمشق: مطبعة التوفيق، ١٣٤٧هـ.