للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإضافة الجديدة في البحوث تتخذ صورًا شتى؛ فقد تكون أفكارًا جديدة في المجال العلمي، كما تكون حلًّا لمشكلة علمية، أو بيانًا لغموض علمي، إلى غير ذلك من الأغراض المطلوبة مما يتفق ومدلول كلمة "البحث العلمي"١.

فحينما يحقق العمل العلمي واحدًا من هذه الأغراض تتحقق أساسياته، ويتجلى فيه معناه الحقيقي بأوضح صورة، ويصدق عليه حينئذ أنه إضافة جديدة للمعرفة.

وفي المقابل، فإن كثيرًا من الأعمال العلمية التي تختلف بطبيعتها عن "البحث العلمي" لا يمكن أن يطلق عليها هذا العنوان؛ من ذلك:

المؤلفات التقريرية التي لا تتجاوز إعادة الصياغة والتقسيمات.

ما كان جمعًا لمعلومات ووصفًا لها فقط.

الكتاب الدراسي مهما بلغت جودته، أو أهميته في مجال التدريس، فليست هذه من قبيل البحث العلمي٢؛ لأنها تقرر حقائق معلومة، وقضايا مسلمة في مجال التخصص، وجمع المعلومات في البحث العلمي هو جزء منه؛ ولكنه ليس هو كل البحث أو الجزء الأهم فيه. كما لا يعد من البحث أنواع الدراسات الآتية:

جمع المعلومات التاريخية وحدها لا يسهم بجديد إلى المعرفة، إذا لم يكن ثمة تحليل لها، أو فحص للأفكار التي تضمنتها.

وصف حالة من الحالات، أو قضية من القضايا إذا لم يكن توضيحًا لنظرية، أو أفكار جديدة.


١ انظر ص ٥٨، ٥٩ أهمية البحث من هذا الكتاب.
٢ يجب ألا يشتبه هذا ببعض الأبحاث العلمية التي نالت قسطًا كبيرًا من التقدير، فاستحسنت الهيئات العلمية أن يكون مقررًا دراسيًّا، أو مرجعًا علميًّا للطلاب والباحثين، فإن إعطاءها هذه الصفة لا يغير من حقيقتها، ولا يطعن في أصالتها.

<<  <   >  >>