مسئولية الإشراف العلمي. فمثل هذا هو الذي يمكن أن يستفيد منه الطالب، ويفيد في مجال البحث.
لس الإشراف عملًا روتينيًّا أو إداريًّا يستطيع أن يقوم به أي عضو في هيئة التدريس إذا لم يمارس البحث العلمي بعد حصوله على الدرجة العلمية؛ إذ إن حصوله عليها هو البداية، فهو لا يزال في المرحلة الابتدائية في مجال البحوث؛ حتى تترسخ في نفسه عن طريق متابعة النتاج العلمى الرصين.
دَوْرُ المشرف هو دور المدرس والباحث معًا، فهو يوجه الطالب في مراحله التعليمية الأخيرة؛ ليضطلع بمسئولية التخطيط والبحث في حرية تامة، ويرشده إلى المصادر، وطريقة السير في البحث؛ بما يوفر عليه الجُهْد والزمن، إلى جانب معايشته للموضوع، ومشاركته الطالب في حل مشكلات البحث وهمومه، وتذليل صعوباته بما يعده باحثًا آخر إلى جانب الطالب.
عادة ما يبدو الطالب مضطربًا في بداية البحث، يمتلكه شعور من القلق نحو قدرته على إنجاز ما هو متوقع منه، فهو يتطلع إلى مساعدة المشرف، وينظر إليه بأنه أحد الذين أنجزوا الكثير من الأبحاث، وأن لديه القدرة أن يعلمه طريقة إنجازه، وأن يقدم له من خبراته وما يحتاج إليه من معارف ومهارات؛ إلا أن اهتمام المشرف منذ البداية بمدى صلاحية الموضوع، وبث الثقة في نفس الطالب في قدرته على معالجة قضايا البحث كفيلة أن تشيع في نفسه الطمأنينة، وتعيد إلى نفسه الثقة المطلوبة.
الطالب مسئولية المشرف، وأمانة لديه، يحتاج إلى عنايته ورعايته، يُقوِّم أفكاره، ويبرز مواهبه، ويوجهه إلى ما هو الأفضل له في جميع الحالات، واستغلال كل الفرص في إنجاح بحثه وتقدمه.