للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَلاقة المشرف بالطالب في صورتها المثالية عَلاقة والد بابنه، يظللها الحب والتقدير، وتحوطها الثقة المتبادلة، إن لم تكن عَلاقة صداقة.

وإذا كان المشرف بهذه المثابة فليس غريبًا أن يتنوع أسلوب تعامله مع الطالب، إقناعيًّا تارة، وتشجيعيًّا أخرى، كما أن له أن يتخذ منه موقفًا حازمًا أحيانًا عندما يلمس منه الاسترخاء وعدم التجاوب.

سيكون كل هذا مقبولًا ومعقولًا إلى درجة كبيرة عندما يشعر الطالب بأن المشرف يتصرف تصرفًا مجردًا، بعيدًا عن المصالح الشخصية، والتحيزات الفردية.

بناء شخصية الطالب العلمية وتعويده الاستقلال في الرأي هدفان أساسيان من أهداف هذه المرحلة، وليس مما يحمد للمشرف تدخله المستمر، وافتراض قصور الطالب وعجزه، فهذا من شأنه القضاء على قدرته الإبداعية، وإضعاف مواهبه، ومحو شخصيته.

إذا كان مفهومًا أن الوالد يدافع عن ابنه تحت أي ظرف وحالة؛ إلا أن مثل هذا من المشرف العلمي عُد -بلا شك- تجاوزًا لحدوده، وذَهَابًا إلى أبعد مما يتطلبه السلوك المعقول١.

كل هذا يجعل المشرف يبتعد عن بعض المواقف التي تؤثر على سمعته، وسمعة المؤسسة التي يعمل فيها؛ وذلك كاستغلال الطالب في مصالحه الشخصية، أو قبول خدمات، أو تسهيلات مادية، أو إدارية، أو تقبل هدايا، وغير ذلك مما يقدم عليه ضعاف النفوس، بنوايا غير حسنة.


١ انظر:
Mauch, Jamese & Jack W. Birch, Cuide to the successful thesis and Disseration "New york: Marcel Dekker Inc. ١٩٦٨", p. ٢٣, ٢٨.

<<  <   >  >>