للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل التاسع: تربية الإرادة عند الفرد]

[أولا: معنى الإرادة ووظيفتها]

...

[الفصل التاسع: تربية الإرادة عند الفرد]

مر -فيما مضى- إن الإرادة هي المركب الأول للعمل، وأنها ثمرة تفاعل القدرات العقلية مع -المثل الأعلى. وليتضح دور الإرادة في تربية الفرد المسلم لا بد من التعرف على معنى الإرادة ووظيفتها ومستوياتها، ثم كيف تنمو الإرادة وتنضج، وكيف تضعف وتفقد وغير ذلك مما يرد تفصيله فيما يلي:

أولًا: معنى الإرادة ووظيفتها

الإرادة هي قوة الرغبة والاختيار التي توجه الإنسان نحو قصد معين. وهي قوة باعثة يتولد منها الميل إلى الشيء أو النفور منه. والإرادة هي الوظيفة الثانية من وظائف القلب. فحين يفرغ القلب من الوظيفة الأولى -أي عقل الأفكار والأشخاص والأشياء، والمواقف والظواهر التي تجسد المثل الأعلى ثم تحليلها وتقييمها -يأتي دور الوظيفة الثانية، وهي تقبل هذه الأفكار والظواهر، أو رفضها كليا أو جزئيا.

وتتجسد -الإرادة- في السلوك الظاهري من خلال قوتين اثنتين: قوة الغضب، وقوة الشهوة. وتتخذ هاتان القوتان حالات ثلاث: الحالة الأولى، غضب يتحرك إلى المدى الذي يدفع العدوان عن النوع البشري، وشهوة تتحرك إلى المدى الذي يحافظ على استمرار بقاء النوع البشري. والحالة الثانية، غضب ضعيف لا ينمو إلى الحد الذي يدفع العدوان عن النوع البشري، وشهوة ضعيفة لا تتحرك إلى المدى الذي يحقق الاستمرار للأفراد والجماعات. والحالة الثالثة، غضب مفرط طاغي يتحرك إلى درجة العدوان على الأفراد والجماعات، وشهوة مفرطة طاغية تتحرك إلى الدرجة التي تهدد بقاء الأفراد والجماعات.

والذي تهدف إليه التربية الإسلامية هو تنمية الحالة الأولى إلى درجة النضج، وتزكية الأفراد والجماعات من الحالتين الثانية والثالثة.

<<  <   >  >>