للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السابع: تربية الفرد على تعشق المثل الأعلى]

[أولا: معنى المثل الأعلى]

المثل الأعلى -في التربية الإسلامية- يعني نموذج الحياة المعنوية، والمادية التي يراد للإنسان المسلم أن يحياها، وللأمة المسلمة أن تعيش طبقا لها في ضوء علاقات كل منهما بالخالق، والكون والإنسان والحياة والآخرة١.

ومثل -المثل الأعلى- مثل النموذج أو المخطط الذي يصممه مهندس البناء، أو مهندس الآلات ثم يدفعه لمن يحوله إلى واقع ملموس طبقا لقوانين البناء، أو قوانين الآلات.

ويقرر القرآن الكريم إن الله وحده هو الخبير الحقيقي بتخطيط -المثل الأعلى- أو نموذج الإنسان الصالح -المصلح؛ لأنه هو وحده خالق الإنسان ومصوره ومصممه، ولذلك لا يمكن أن يشاركه تعالى أحد في تحديد -المثل الأعلى-المتعلق بحقائق الوجود وتطبيقاتها العملية:

{وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الروم: ٢٧] .

وحين يتنكر البشر المخلوق للمثل الأعلى الذي جاءت به الرسالة


١ راجع كتاب فلسفة التربية الإسلامية "للمؤلف" من أجل الوقوف على تفاصيل العلاقات الخمس.

<<  <   >  >>