للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهجرة؟ إليك أينما كنت أو لقوم خاصة أم إلى أرض معلومة، أم إذا مت انقطعت؟

فسكت عنه يسيرًا ثم قال: "أين السائل؟

قال: ها هو ذا يا رسول الله!

قال: الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، ثم أنت مهاجر، وإن مت بالحضر"١.

وفي موقف آخر قال -صلى الله عليه وسلم: "المهاجر من هجر السوء فاجتنبه" ٢.

وفي موقف آخر قال -صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة حتى تطلع الشمس من مغربها" ٣.

وفي موقف آخر سأل رجل فقال: يا رسول الله أي الهجرة أفضل؟

قال: "أن تهجر ما كره ربك! وهما هجرتان: هجرة البادي، وهجرة الحاضر، فهي أشدها وأعظمها بلية" ٤.

وممن ناقش رابطة الهجرة -الرازي- فقال:

"الهجرة تارة تحصل بالانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان. وأخرى تحصل بالانتقال عن أعمال الكفر إلى أعمال المسلمين. قال -صلى الله عليه وسلم: "المهاجر من هجر ما نهى الله عنه". وقال المحققون: الهجرة في سبيل الله عبارة عن الهجرة عن ترك مأموراته وفعل منهياته ... وبذلك يدخل فيه مهاجرة دار الكفر ومهاجرة شعار الكفر. ثم لم يقتصر تعالى عن ذكر الهجرة بل قيده بكونه في سبيل الله. فإنه ربما كانت الهجرة من دار الكفر إلى دار


١ مسند أحمد، جـ٢ "تحقيق الساعاتي" ص٢٢٤.
٢ نفس المصدر والجزء، ص٢٠٦.
٣ نفس المصدر، جـ٤، ص٩٩. سنن الدارمي، باب السير.
٤ مسند أحمد، جـ٤، ص١٩٩. النسائي.

<<  <   >  >>