للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلى أن "تتزكى" -العقليات غير المسلمة- من هذه الفلسفات العدوانية سيظل الجهاد الإسلامي حاجة إنسانية ماسة لردع العناصر المترفة الخربة، وإبطال سياساتها في الفتنة والفساد الكبير، ومن أجل إعادة التوازن والعافية للاجتماع البشري كلما اضطربت قيم العدل والمساواة، والحرية في التملك والعلاقات الإنسانية.

لذلك لا يكون الجهاد إسلاميا إلا إذا اقترن بالرسالة الإسلامية، ووضع نفسه في خدمة أهدافها. فالرسول -صلى الله عليه وسلم- يبين بوضوح:

"أن الرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل غضبا وحمية عصبية، والرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل ليذكر، والرجل يقاتل رياء، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" ١.

وكلمة -في سبيل الله- هي الرسالة الإسلامية، وهي العطاء الحضاري الذي يقدمه المسلم للإنسان ليسهم في بقاء النوع البشري ورقيه. وهي بعض تطبيقات المظهر الاجتماعي للعبادة. ومن هذه الرسالة تكتسب الحضارة الإسلامية أهم صفاتها المميزة. أما تفاصيل هذه الرسالة فهي كما يلي:


١ مسلم، الصحيح، "شرح النووي"، جـ١٣، كتاب الإمارة، ص٤٩، ٥٠.

<<  <   >  >>