للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- الأمر بالمعروف، ومحوره الدعوة إلى التوافق مع سنن الله، وأقداره -أي قوانينه- في الوجود القائم؛ لأن في هذا التوافق بقاء الإنسان ورقيه.

٢- النهي عن المنكر، ومحوره تزكية الثقافة الإنسانية من عوامل الاصطدام بسنن الله، وأقداره في الوجود القائم؛ لأن في هذا الاصطدام تدميرا لبقاء الإنسان

وسقوطه في الدنيا والآخرة.

٣- الإيمان بالله، ومحوره إقامة الحياة الإنسانية على أساس الإيقان بقدرة الله، وهيمنته وتصرفه بالوجود وملكه له. وثمرة هذا الإيمان حفظ الإنسان في حالة "الوسطية" في الفكر والسلوك، ووقاية له من مرض "الطغيان" في حالة القوة، ومرض "الاستضعاف" في حالة الضعف. وفي ذلك سلامة الفرد من الانحراف والخسران، والمجتمع من الاضطراب، والتخلف، والانهيار.

وهذه العناصر الثلاثة الرئيسة المكونة للرسالة متضمنة في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠] .

وتتطابق استراتيجية الفتح الإسلامي، التي تنفي الإكراه في الدين، مع ترتتيب أقسام الرسالة في الآية، فتبدأ بتزكية المجتمعات بالمعروف ومحوره العدل والفضيلة، وتثني بالنهي عن المنكر محوره تجفيف مصادر الظلم والرذيلة، وتنتهي بالدعوة إلى الإيمان بالله من خلال البلاغ الذي يبين الرشد من الغي.

ولقد شرح الصحابي الجليل، أبو هريرة هذه الآية فقال:

"كنتم خير الناس للناس تأتون بهم في الأقياد والسلاسل حتى تدخلوهم الجنة، يبذل المسلمون أموالهم وأنفسهم في الجهاد لنفع الناس،

<<  <   >  >>