للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الإيواء بمعنى الاستقرار النفسي والاجتماعي. مثل قوله تعالى:

- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب: ٥١] .

وفي الحديث: "ألك امرأة تأوي إليها" مسلم -باب الزهد- ٣٧.

- الإيواء بمعنى طلب الأمن والنجاة. مثل قوله تعالى:

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكف: ١٠] .

{قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ} [هود: ٤٣] .

- الإيواء بمعنى السند والدعم والملجأ والحماية. مثل قوله تعالى:

{لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: ٨٠] .

{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ} [الأنفال: ٢٦] .

- الإيواء بمعنى الراحة والاسترخاء. مثل قوله تعالى:

{قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} [الكهف: ٦٣] .

وفي الحديث الشريف: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي" صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، كتاب فضائل القرآن.

وأما عن التطبيقات العملية للإيواء في مجتمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، فهي تتألف من أمرين اثنين كذلك: الأول، ما قدمه الأنصار للمهاجرين من استقبال كريم، وإقامة آمنة مريحة، ومؤاخاة عملية قامت على المشاركة الكاملة في الحياة والعمل والمئونة والمصير. والثاني، ما قام به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تنظيم للعلاقات الاجتماعية بين مختلف الجماعات التي سكنت المدينة في زمنه مستهدفا تجسيد -الإيواء- في واقع عملي ينعم الجميع فيه بمقومات العيش الكريم، ويكون -مثلًا أعلى- تقتدي به أجيال الأمة المسلمة من بعد.

<<  <   >  >>