للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمصدر الرئيسي لهذه المنكرات الثلاثة -أو أم المنكر وأشكاله- هو الكفر بالله أو الشرك به، ومعصيته والتنكر لهديه.

ويتكرر التحذير في القرآن الكريم من مغبة الإفساد في الأرض، ومن محاربة رسالات الله التي تهدف إلى إشاعة الصلاح في الأرض، وتوفير مقومات -الإيواء- فيها. وحتى لا تكون التوجيهات الإلهية مجرد توجيهات نظرية كان إخراج الأمة المسلمة كطليعة بشرية تتعهد نشر الإصلاح، ومحاربة الإفساد في الأرض، وتهيئة الأرض كمكان للإيواء بمظاهره المختلفة، وتجسيدا للاسقترار النفسي والمادي الموصل إلى الهدف الكبير -هدف معرفة الله ومحبته وطاعته.

وخلال عمليات -إخراج الأمة المسلمة- والتوجيه إلى عناصرها، ومقوماتها والغاية من إخراجها يحذر الله سبحانه من عواقب التهاون في هذا الإخراج، وإلى أن القصور فيه، أو الانحراف عن أهدافه سيؤدي إلى شيوع الفتن في الأرض، والفساد الكبير أي هدم مقومات الاستقرار ومظاهر الإيواء.

{إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: ٧٣] .

٢- حسن الانتفاع بالأرض كمصدر للعيش والغذاء:

الأرض أعظم مصادر العيش والحياة بدون منازع. ويعتمد مستقل أية أمة إلى حد كبير على الطريقة التي تستعمل بها الأرض. وحين كان الإنسان يحسن التعايش مع الأرض كانت الحضارات تقوم، وحين يسيء هذا التعايش تنهار الحضارة، وترحل إلى مكان آخر يحسن فيه إنسان آخر التعامل مع الأرض. وهذه قاعدة تنطبق على أكثر من ثلاثين حضارة شاهدتها الأرض١.


١ E.Frtz Schumacher, Small is Beautiful. "New York: Harper & Inc. ١٩٧٣" PP. ١٠٢-١٠٣.

<<  <   >  >>