السحت" و"سياسة العدوان"، والداعي إلى تمركز الدعوة في قلب الاجتماع البشري، وإلى توجيه "الأعمال"، وشبكة العلاقات الاجتماعية بدل إلهاء الناس بالحديث عن "الأشكال" في الهيئة واللباس والطقوس، والغيبيات التي لا أثر لها، وتبرير ممارسات السلطة الظالمة، وتمنية المظلومين بالعدل الأخروي، وجوائزه في الصبر على المظالم، والمرض، والجهل، والفقر.
وحين تقوم التربية الإسلامية بمسئولياتها التي مر ذكرها، فسوف تبرز اجتهادات وتطبيقات تجسد "الإيواء"، وتحققه في عالم الواقع بدل أن يبقى مجرد شعارات نظرية يتباهى "الخطباء" بوجودها في كتب "الإسلام" وأسفاره، وتفتقر مجتمعات "المسلمين" إلى تطبيقاتها وممارساتها. وسوف يبرز كثير من التطبيقات الحديثة الموازية للتطبيقات، التي مثل لها أمثال عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود: فاعتبار "كسب الحجام" مظهرًا من مظاهر "السحت" في الماضي يؤدي بالضرورة إلى -مجانبة الطب- في الحاضر، ومثله اعتبار ثمن "الشفاعة التي ترد الحق وترفع الظلم" مظهرًا من مظاهر "السحت" في الماضي يؤدي إلى -مجانية المحاماة- في الحاضر. واعتبار "مهر البغي" مظهرا من مظاهر "السحت" في الماضي سوف يؤدي إلى إعادة النظر في صناعة السينما والسياحة، والفيديو والكاسيت في الحاضر، وتنظيفها وتحليتها بما يوفر الرزق الكريم والترويح البريء العفيف في الحاضر، وهكذا.